شكرا ياشعب مصر العظيم , شكرا ايها الشعب العربي الابي , شكرا لدماء الشهداء الطاهرين ولشباب الثورة الغيارى , هاانتم عبرتم المرحلة الاولى من الثورة المباركة , ويبقى امامكم التحدي الاكبر وهو تحقيق اهداف الثورة , تلك الاهداف المقدسة التي ناضلتم من اجلها وقدمتم ارواحكم في سبيل تحقيقها , فلا تنسوا ذلك في غمرة فرحتكم الكبرى , والتي عمت العالم اجمع وفتحت صفحات جديدة وآمال عريضة لكل الاحرار في العالم , لاسيما في وطننا العربي الذي يعاني من الاستبداد والظلم والفساد , لاتنسوا اهدافكم الكبرى في تحقيق العدالة والحرية والديمقراطية والامن والسلام والرحمة والمحبة والوقوف مع المظلومين والمستضعفين , والاستعداد للوقوف مع طموحات الجماهير العربية العطشى الى الانعتاق وتذوق طعم الكرامة , ولاتقيموا اية علاقة مشبوهة مع الانظمة الديكتاتورية العربية , بل لتكن علاقاتكم مع الشعوب , وليكن نضالكم وعملكم من اجل تحقيق طموحاتها المشروعة .
اننا في العراق عانينا ومازلنا نعاني من جملة اخطاء فادحة ارتكبها الاحتلال والنظام العراقي الجديد , وان من اكبر هذه الاخطاء هو التهاون مع الارهابيين الذين يرون في ذلك ضعفا يستغلونه في القتل واثارة الخوف وتاخير المشروع السياسي الديمقراطي العراقي الذي ناضل الشعب من اجله لعقود متواصلة .
ومن ابرز تلك الاخطاء ايضا هو حل الجيش والمؤسسات الحكومية مما كان له ابلغ الاثر في الفوضى التي مازالت تعم العراق , ثم النزوع الى الانفصالية والمحاصصات الحزبية والفئوية والمناطقية والمذهبية , وغيرها مما جعل الشعب يشعر بالحاجة الماسة الى التغيير مرة اخرى تحت وطأة الظلم والفساد الاداري والغباء المنقطع النظير الذي تتصف به اغلب التيارات السياسية العراقية التي ضيعت العراق وشعبه ومشروعه السياسي الحضاري التقدمي الديمقراطي .
ايها الاحبة في مصر الكنانة .. اننا في الوقت الذي ننظر فيه الى ثورتكم المباركة على انها نصر كبير صنع تاريخا لامثيل له في المنطقة العربية , وفي الوقت الذي نشعر فيه بالفخر العظيم لانتمائنا الى هذه الامة التي تنتمون اليها , ورغم شعورنا بالسعادة الغامرة لما حققتموه من انجاز ثوري يستحق التبجيل والاحترام البالغ , فاننا ايضا نهيب بكم ان تسارعوا فورا الى وضع الخطط الكفيلة بأمن مصر , وعدم التهاون مع كل من تسول له نفسه الشيطانية اللعينة العبث بأمن مصر , لاسيما الارهابيون وكل المنظمات التي تدعو الى العنف او اقصاء الاخرين وعدم احترام اختياراتهم وعقائدهم وميولهم السياسية او الدينية اوغيرها .
ليكن زمام المبادرة بايديكم كما كنتم دائما خلال ايام الثورة المباركة , فإن وجدتم قصورا من قبل مؤسسات دولتكم الجديدة فلا تتأخروا في المبادرة لمليء الفراغ خاصة الفراغ الامني , وان وجدتم وعودا كاذبة في الاصلاح من قبل قادتكم الجدد فأزيلوهم فورا من مراكز القيادة قبل ان يكبروا وينتفخوا وتصبح بلادكم عراقا اخر فتصبح الديمقراطية فيه وسيلة للوصول الى السلطة من اجل الخيانة وسرقة قوت الشعب والاستخفاف بدماء الناس , بل استخدام ورقة الارهاب كسلاح بين احزابه المتناحرة , واستغلال حالة الفوضى من اجل تعميق الروح الانفصالية وتقوية النزعة الطائفية وتاييد النهج العنصري ودعم التمييز بين ابناء الشعب الواحد والاجحاف بحقوق الاكثرية , بل وجعلها اقلية في التعامل السياسي والاجتماعي لتصبح مجرد الة في البرلمان العراقي سيء الصيت الذي ضرب مثلا قل نظيره في عدم الحياء من الله والوطن , ذلك البرلمان الذي جعلنا نعض على اصابعنا التي غمسناها بالحبر البنفسجي لانتخابه ندما , انهم آلة تعمل لصالح الذي يدفع اكثر على حساب ليس فقط مصالح الشعب والوطن العليا وامنه القومي , بل ايضا حتى على حساب كرامة ابناءه وقوتهم ورزقهم , انهم يجعلونني اشعر بالعار منهم ومن اعمالهم وبالاشمئزاز مما يقترفونه بحق الديمقراطية والحرية والوطنية من جرائم يندى لها جبين كل حر غيور من انباء العراق الاباة .
احبتنا وأهلنا في مصر الحبيبة .. انتم اليوم تمثلون الامة كلها , بكل حاضرها ومستقبلها , كرامتها وعزتها , كما انكم في الخطوط الاولى للمواجهة ضد الطواغيت والمستكبرين , وانتم تمثلون آمال امتنا وطموحات شعبها المستضعف , فسلام على شهداء ثورتكم المقدسة , وعلى ارواحهم الطاهرة النقية الشريفة , وسلام على شباب مصر الغيارى الميامين البررة , أباة الضيم , كرائم النفوس , حاملي لواء الحرية والكرامة والعدالة والديمقراطية .